مظاهر
السطح في شبه جزيرة سيناء:
تسهم
البنية الجيولوجية والتضاريس بدور هام في قوة الوحدة السياسية ومن الضروري التعرف
على مدى العلاقة بين السكان والوحدة السياسية
وأرضها، فقد تكون هذه العلاقة في صالح ميزان قوة الوحدة السياسية أو العكس،
وللتضاريس تأثير فعال في تقدير قوة الوحدة السياسية ووزنها السياسي العالمي، وذلك
من حيث تأثيرها على مظاهر الاستقرار البشري والنشاط الاقتصادي، وتعمل التضاريس علي
تحديد الإمكانيات الاقتصادية المتاحة، والتي تتوقف عليها رقي الدولة وتقدمها (جاد
الرب:2010،ص168)إذ أنه كلما ازدات مساحة السهول وتوفرت المياه ، كلما عظم الإنتاج
الزراعي ، ويؤدي بدوره إلى تركيز السكان وتكاثرهم، وتعمل السهول على تيسير عملية
غزو الدولة أو الإقليم السياسي الذي تمتلكه، وذلك لكونها منطقة مفتوحة يسهل
عبورها، في حين تمثل الجبال عامل حماية طبيعي يقي الدولة من الغزو الخارجي، وتشكل
الجبال أيضاً ملجأ في وقت الأزمات مثلما حدث في صربيا إذ تركت سهول نهر الذنوب في
الحرب العالمية الأولي ولجأت إلى الجبال حيث ولدت دولتهم (إبراهيم:2011،ص99).
وتنقسم
شبه جزيرة سيناء من حيث مظاهر السطح إلي ثلاثة أقسام على النحو التالي
:
أ- الأقاليم السهلية في الشمال:
يمتد هذا
الإقليم من شمال شبه جزيرة سيناء عند ساحل البحر المتوسط حتى مقدمة هضبة التيه
جنوباً على شكل نطاق مستطيل الشكل يمتد عرضا من الحدود السياسية الشرقية لمصر حتى
قناة السويس غرباً بمساحة تقدر بنحو (21,000 ) كم2 ، تمثل ثلث مساحة سيناء، وتندرج
مناسيب سطح الأرض في هذا الإقليم من متوسط منسوب سطح البحر حتى مقدمة الإقليم
الهضبي على منسوب (500 ) م فوق سطح البحر، وتتخلل السهول الشمالية بعض الظاهرات
الجيومورفولوجية والتي تختلف في توزيعها من شمال الإقليم إلى جنوبه، وعلى هذا
الأساس يمكن تمييز ثلاث نطاقات(العثمان:2011،ص7) وتمتد من الشمال إلى الجنوب .
1- النطاق السهل الساحلي الشمالي:
يمتد هذا النطاق موازياً لخط الساحل الساحلي
لشبه جزيرة سيناء، ويمتد من ساحل البحر المتوسط في الشمال إلى أراضي التلال التي
يحد بدايتها خط كنتور (200) م،وتشغل هذه السواحل الساحلية نحو (14)% من إجمالي
مساحة سيناء(محسوب:1989،ص44) ويتميز هذا النطاق بنفس الظاهرات الجيومورفولوجية
التي تميز خط امتداد الساحل الساحلي على البحر المتوسط في جمهورية مصر.
وتعد الكثبان الرملية أهم ظاهرة جيومورفولوجية تتميز
بها السهول الشمالية، التي جرى تكوينها أثناء الزمن الرابع، وترجع رمال هذه
الكثبان إلى الرواسب الشاطئية بسيناء والتي اشتقت من الرواسب النيلية والأصداف
البحرية (سليم:1990،ص165).
2- النطاق التلالي الأوسط:
وهو نطاق بيضاوي الشكل يقع في السهول الساحلية
والسهول الداخلية، ويتميز بوجود مجموعات من التلال على شكل سلاسل تمتد في اتجاه
عام من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ويزداد متوسط ارتفاع هذه التلال إلى أعلى
منسوب لها في السلسلة الجنوبية عند مقدمة الإقليم الهضبي الأوسط بنحو (900) م وتصل
مساحته إلى (13) كم2 (علي:2005،ص10)، ويفصل بين التلال وبعضها البعض الأودية
الجافة ومنها وادي العريش وروافده.
3- نطاق السهول الداخلية:
يلي
النطاق التلالي جنوباً نطاق شريطي ضيق يعد نطاقا انتقاليا من السهل في الشمال إلى
الهضبة في الجنوب، ويشغل هذا النطاق مساحة تصل إلى (4000 ) كم2، ويبلغ متوسط
ارتفاعه نحو (300 ) م، (العثمان:2011،ص40)، ويتميز هذا النطاق بثلاث ظواهر وهي:
أ-
كثرة
الانكسارات الطولية، والتي أظهرت على السطح بعض الطبقات الجيولوجية القديمة التي
تنتمي للعصر الجو راسي، والتي تنكشف في جبل عريف الناقة الذي يقع عند الحدود
الفلسطينية ويبلغ ارتفاعه نحو(934 ) م.
ب-كثرة الأودية التي تجري خلاله لتصب في
وادي العريش.
ت-وجود بعض التلال قليلة الارتفاع تتوزع
على امتداد مقدمة هضبة التيه حول واحة نخل إذ تبرز ثلاثة تلال وهي : جبل الغرة
(525 ) م،وجبل رأس أبو طليحات (556 )م،وجبل أم علي (560 ) م(العثمان:2011،ص41).
ب-
الإقليم
الهضبي في الوسط:
يقع هذا الإقليم بين درجتي عرض (30,29) شمالاً، وبين
خطي كنتور (1000-500)م، وتبلغ مساحته حوالي (21000) كم2، بما يعادل نحو ثلث مساحة
سيناء(سليم:1989،ص66)، ويعتبر هذا نطاقا انتقاليا بين السهول في الشمال والجبال في
الجنوب ويضم إقليم الهضاب هضبة التيه في الشمال وهضبة العجمة في الجنوب:
1-
هضبة
التيه:
تتخذ هضبة
التيه شكلاً مستطيلاً يمتد فيما بين الساحل الغربي لخليج العقبة، وشرقاً حتى ساحل
خليج السويس ،لذا فهي تشغل ثلثي الإقليم الهضبي، ويتراوح ارتفاعها بين
(500-1000)م، وتتسم باستواء سطحها نسبياً على الرغم من تأثرها بالعديد من
الانكسارات والفواصل، وينحدر السطح انحداراً تدريجياً نحو السهل الشمالي،
وانحداراً متوسطاً نحو خليج السويس(مباشر:1985،ص67).
2-
هضبة
العجمة:
تمثل القسم
الجنوبي من الإقليم الهضبي الأوسط وتشغل ثلث مساحته، وتعد أكثر ارتفاعاً من هضبة
التيه، إذ يبلغ متوسط ارتفاعها نحو (1200) م فوق سطح البحر،وتتميز بعدم استواء
سطحها نسبياً بحافة مضرسة تقطعها الأودية شديدة الانحدار،وتنتهي بسهل ساحلي ضيق
الاتساع، ويقطع الحافة الغربية لهضبة العجمة العديد من الأودية تحولها إلى كتل
جبلية(مباشر:1985،ص68).
ث- الإقليم الجبلي في الجنوب:
هو الجزء الجنوبي الأقصى من مثلث سيناء والواقع بين الخليجين، وهو أيضاً
مثلث قاعدته عند درجة العرض (29 ) شمالاً، وضلعاه ساحلي الخليجين، وقمته عند رأس
محمد، ويبلغ مساحته حوالي ( 19000 ) كم2، وتقريباً تشرف على المرتفعات بشكل مباشر،وعلى
ساحل خليج العقبة، على حين تترك فيما بينها وبين ساحل السويس سهلاً ساحلياً يمتد
على هيئة شريط موازي لخط الساحل لا يتجاوز أقصى عرض له عن (35 ) كم، وتنحدر
مرتفعات سيناء انحداراً شديداً من جهة الشرق صوب خليج العقبة، على حين تنحدر
انحداراً طفيفاً من جهة الغرب صوب خليج السويس ، حيث يتدرج الارتفاع نحو سلاسل من
التلال التي تنتهي عند السهل الساحلي الضيق