جزر كوريل
سلسلة من الجزر البركانية تمتد على أكثر من ألف كيلومتر، من جزيرة هوكايدو في اليابان إلى شبه جزيرة كامشاتكا في سيبيريا بروسيا.
الموقع
تقع جزر الكوريل في منطقة زلزالية بركانية نشيطة، تمتد بين جزيرة هوكايدو اليابانية شمالا وبين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، وهي خمسون جزيرة، يبلغ طولها نحو 1300 كيلومتر، وتصل مساحتها مجتمعة إلى نحو 15 ألفا وستمائة كيلومتر مربع.
وتقع تحت حكم روسيا في مقاطعة سخالين، وتنازع اليابان في الجزر الأربع الواقعة في أقصى الجنوب، وتعتبرها جزءا من أراضيها بموجب "معاهدة شيمودا" التي وقعتها مع روسيا القيصرية.
السكان
حين اكتشف الهولنديون جزر كوريل عام 1643، كان يسكنها شعب يسمى آينو، وهم سكان اليابان الأصليين، ولا يزالون في جزيرة هوكايدو، وإن تراجع وجودهم في مختلف الجزر اليابانية الأخرى.
ويبلغ عدد سكان الجزر 30 ألف نسمة بحسب تقديرات 2015.
التاريخ
امتد نفوذ الإمبراطورية الروسية إلى الجزر في القرن الـ18. وفي عام 1786 وصل اليابانيون الأوائل إلى جزيرة إيتوروب ووجدوا بعض أهلها الأصليين يتكلمون اللغة الروسية، وفي سنة 1798 أزال اليابانيون الشواخص الروسية ونصبوا أعمدة للتدليل على أن هذه الجزر تعود ملكيتها إلى اليابان الكبرى.
وأنشأ تجار الفراء الروس محطة في الجزر في عام 1795، وبحلول عام 1830 أعلنوا سيطرتهم على الجزر الشمالية والوسطى
وفي عام 1855 انسحبت روسيا من الجزر لانهماكها في حرب القرم، ووقعت على اتفاقية "سيمود" وتخلت عن الجزر الجنوبية لليابان.
وفي عام 1875 عقدت اتفاقية بطرسبورغ التي تنازلت روسيا بموجبها عن سلسلة جزر الكوريل جميعها في مقابل اعتراف اليابان بحق الملكية الروسية على جزيرة سخالين.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، استطاع الاتحاد السوفياتي إقناع حليفتيه الولايات المتحدة وبريطانيا بالموافقة على استعادة أراضيه التي احتلتها اليابان.
وفي أعقاب مؤتمر يالطا في 1945 بدأ الاتحاد السوفيتي الحرب على اليابان وأنزل قواته في جزر الكوريل، وسيطر عليها ورحّل أهلها الذين كانوا يقدرون بنحو 17 ألف نسمة إلى كازاخستان وأوزبكستان، وضمها للاتحاد السوفياتي في 1946.
وتشكل جزر الكوريل الجنوبية وهي كوناشير وشيكوتان وإيتوروب وهابوماي العقبة الأساسية التي تحول دون توقيع معاهدة سلام بين اليابان وروسيا.
وتصر اليابان على ضم هذه الجزر إلى السيادة اليابانية باعتبارها أراضي يابانية احتلتها روسيا خلال الحرب العالمية الثانية، بينما تؤكد روسيا أن جزر الكوريل أراض روسية.
الاقتصاد
تحظى الجزر بثروات كبيرة من النفط والغاز والمعادن، ومن بين هذه المعادن الزئبق ومعدن الرينيوم والكبريت والذهب والفضة والتيتانيوم والحديد. كما تحتوي على ثروات بحرية كبيرة، وغابات متنوعة ونباتات كثيرة.
المعالم
ينشط في الجزر أكثر من مائة بركان، وأكثر من 60 بركانا تحت سطح الماء، وتضم بحيرات مياه معدنية ساخنة، وصخور ساحلية ذات أشكال عجيبة وحصى مختلف الألوان